ا[الجزء الرابع]ا - الحلقة الثانية عشرة

قالت سارة:
الحمد لله اخيرا اقتنع عمر بانه يمشي نهى بالمعروف، وده مش بس عشان كلامي معاه، لأ، لانه رجع من الشغل فى نفس اليوم لقى يحيى بيغني: ييجي ع المحطة ييجي، وادبحله البطه ييجي .. ويصفق بكلتا يداه ثم يزغرد و يقول: لولولولي، ابويا جيه، تعالى يابه .. يا ماريم ابوكي جيه ..!!
ولما عرف ان الست نهى خلتني نايمه جنب مريم الصبح وخرجت، آه خرجت، ولولا البواب لقاها ماشيه في الشارع كانت حاتتوه وتجيبلنا داهيه، كانت تلك هي القشه التي قصمت ظهر البعير ..
كانت رايحه فين؟
سؤال كويس، انا برضه سالتها السؤال ده، فاجابت: جعت يا مدام، نزلت اجيب طعميه من البتانوني، ولما سالت عن كنه هذا البتانوني عرفت انه بتاع الطعمية اللي عندهم في البلد، وانها كانت متاكده ان حدانا، قصدي عندنا، بتانوني في القاهرة، حاجه بديهيه يعني يكون فيه بتانوني لكل مواطن.!!
وكان القرار النهائي باعادتها الى البلد حيث البتانوني وكل المتع التي اعتادتها، وحاولت ان انظم حياتي اكثر، يعني بدل ما ادفع مرتب نهى اشتريت غسالة اطباق بالقسط، واتفقت مع ماما تبعتلي شغالتها مرة اسبوعيا، وبدات اغرس في يحيى مبادىء صغيرة،

زي انه ممكن يشيل لعبة في الصندوق بعد ما يخلص، يعلق هدومه بعد ما عملتله شماعه مناسبه لطوله خلف باب غرفته، كمان بيساعدنى احيانا بانه يناولني ملابس او حفاضات لاخته، والله مش عيب، البنت زي الولد وممكن اي انسان يضطر في وقت من الاوقات انه يعيش لوحده، اقل حاجه يقدر يخدم نفسه .. حتى عمر بدا يحس بي اكتر، ويشيل هدومه في الدولاب، وحذاءه في مكانه .. والله الموضوع مش عقدة، وبالتعاون كل شىء ممكن ..

قال عمر:
مع مرور الوقت مريم ابتدت تهدى شويه، وسارة بدات ترجع تاني شويه شويه زى زمان، والله ساعات تصعب عليّا لدرجة اني انا، عمر باشا، اشيل حاجتي وهدومي، واعمل لنفسي الشاي وكمان الفطار المتين .!!
عجبت لك يا زمن، بس بتصعب عليّا اصحيها الصبح وانا عارف انها قضت سهرة سعيدة مع الحان الاستاذه مريم، برضه لما باحس انها سايبه اوضتها عشان لما مريم تصحى ما تزعجنيش، ده بيخليني احس انه عيب عليّا اصحيها تعملي الفطار .. ربنا بس يقدرها على البيت والعيال، ولو ماما صاحيه بتقوم معايا بالواجب، وان ماحصلش فامري لله، فطر نفسك يا عم عمر ..
وطبعا موضوع نهى ده انتهى تماما، لاني روحت في يوم لقيت يحيى بيردد اهازيج غريبة، غير انها كانت حاتتوه وتجيب لنا داهية .. الحمد لله ربنا ستر ..

قالت سارة:
رن جرس الباب عصرا، واذا به احمد جاء بعد ان انهى اخر امتحانات الترم الثاني، منذ ان كبر و اضحى رجلا اصبح دخوله منزلي عيدا بالنسبه لي، و الله لا ادري متى كبر هذا الطفل الذي كنت اشارك امي في حمله وتربيته، وكذلك كنت اساعده في مذاكرته، كل ما اعرفه انه فجاه اصبح رجلا يعتمد عليه، وبعد ان قضيت سنوات طفولتي اتمنى وجود اخ اكبر لي، يخرج معي ويذهب بي الى النادي والمدرسة كصديقاتي .. وجدت اخي الاكبر اخيرا، انه فقط اصغر مني سنا، لكنه فعلا يجعلني احس ان لي سندا و عائلة، خاصة بعد سفر اسراء الى دبى ..
دخل احمد كعادته محملا بالحلوى للطفلين، واستقبلاه بالمظاهره المعتاده، واخذ يداعبهما ويدللهما، ثم طلب مني ان يتكلم معي انا وعمر في موضوع ..!
احمد: ابيه عمر انت عارفه انك انت وسارة بالنسبة لي بقيتو نموذج للزيجة الناجحة باسم الله ما شاء الله، وانا كان نفسي من ساعة ما وعيت عليكم ان ربنا يرزقني بزوجة صالحة تكون لي سند زي سارة واني اكون مراعي ربنا فيها زيك يا ابيه ..
عمر: ياه يا ابو حميد، انت كبرت للدرجة دي وكمان عايز تتجوز ..
احمد: مش بالضبط يعني، مش ضروري جواز، ممكن تقول حتى خطوبة او ارتباط، حاجة تحمي الواحد في الزمن ده .. انت لا تتخيل يا ابيه قد إيه الدنيا اتغيرت، واصبح الولد اللي مش مصاحب او مضبط مع بنت عرة صحابه، و انا بصراحة ما عنديش استعداد اعشم حد من غير ما اكون قد كلمتي ..
سارة: يا حبيبي يا احمد، انت حقيقي كبرت و فاضلك سنة واحدة وتتخرج، بس مش كان احسن تستنى بعد التخرج عشان ما تنشغلش ..
احمد: ماهو ده اللي انا عايز رأيكم فيه، دلوقتي انا حاسس بميل معين ناحية زميلة لي وصديقة عزيزة في الكلية، و حاسس انها كمان بتبادلني نفس الشعور .. بس خايف ..
عمر: من إيه؟
احمد: من حاجات كتير، اولا انا حاسس ان أي زيجه مبنية على الحب بتفشل، والاتنين ما بيكونوش سعداء، بل بالعكس بقه الزيجات اللي بتتم عن طريق المعارف والاهل زيكم كده هي اللي بتنجح ..
سارة: لا طبعا يا احمد، مش معنى اني انا وعمر الحمد لله سعداء مع بعض ان ده النموذج اللي الكل لازم يمشى عليه، انا وعمر سعداء عشان طلبنا السعادة، طلبناها من ربنا، وعملنا عشان نوصلها، فربنا ساعدنا على بلوغ هدفنا، و اي اتنين ممكن يعملو زينا، احنا مش بنشترى العلاقة جاهزة يا احمد .. لا دي زي الغـَزْل، اللي لازم تسهر على خيوطه يوم ورا يوم عشان يكمل، لكن فكرة ان العلاقه لو بدات بحب بتختم بنكد والتخريف ده مش صحيح ..
احمد: طيب تفسري بإيه شكوى اسراء كل شوية انها مش مبسوطة و انها عايزة ترجع، رغم انها اتجوزت عن حب، وحازم كان زميلها في الكلية وعارفاه من سنين؟
عمر: انا متفق مع سارة يا احمد، وتفسيري لموضوع اسراء، هو عدم تعودها على الغربة، او عدم تعودها على حازم شخصيا، لان الحب والخطوبة حاجة، الجواز والعشرة حاجة تانية ..
سارة: استنى هنا، مالها اسراء، مانا لسه مكلماها وما قالتليش حاجه يا احمد ..
احمد: انتي عارفه يا سارة انها ما بتحبش تشكي بس انا حاسس بيها، لما باكلمها على النت باحس من بين كلامها انها مش سعيدة، يعني مثلا راحت لقته محضرلها شغل عشان تنزل بعد ما وصلت دبي باسبوع واحد تشتغل، وحاجات تانية يعني ممكن تكلميها فيها، بس هيّا عارفة انك مش فاضية عشان ظروفك وظروف الولاد .. وكمان مش بترضى تقلق ماما، فكان دايما الكلام معايا انا اسهل .. وانتي عارفه ان سننا قريب من بعض وهي كانت صاحبتي، و بصراحة هي اللي قالتلي اوعى تتجوز اللي بتحبها ..
عمر: ده كلام غريب يا احمد، اللي ينفع في حالة مش لازم يطبق على جميع الحالات، واللي ترتاح معاها وترتاح معاك اكيد حاتكون احسن من اللي ما تعرفهاش اصلا ..
احمد: انا خايف كمان من اعتبارات السن المتقارب، وانها يعني تكون واخدة عليـّ اوي، ومش مدياني احترامي ..
سارة: لا الاحترام بين الزوجين ما لوش اي علاقه بالسن، اهم حاجة الشخصية، هي اللي تدفعك لاحترامها مش سن الشخص ..
احمد: يعني يا سارة فكرك اتوكل على الله و افاتحها بعد الامتحانات؟ اهلها محترمين اوي وفيه تكافؤ بيننا في كل شىء تقريبا ..
عمر: اهو دي برضه حاجة من اهم اشتراطات الزواج؛ التكافؤ .. يعني كله تمام .. انا مش فاهم ترددك يا احمد ..
احمد: طيب انا عايزك يا سارة تكلمي ماما و بابا في الموضوع عشان انا محرج اوي، وكمان مش حاقدر اكلم البنت في اي حاجة الا لما اكون فعلا عارف اني ممكن اخطبها ..
سارة: اطمئن يا حبيبي، انا حاكلم ماما وهي تتصرف .. ياه يا احمد انا مش مصدقة انك كبرت اوي كده!

و بعد ان انصرف احمد ..
عمر: كل يوم باصدق قول الرسول صلى الله عليه و سلم: لازال الخير في امتي الى يوم يبعثون، رغم كل البلاوي اللي بنسمع عنها من الشباب وكم الانحراف والاستهتار الاقي حد زي احمد يخليني احس ان الدنيا لسه بخير، انت عارفه يا سارة انا باعتبره زي اخويا بالضبط عشان انا ماليش اخ وعشان اتربى وسطينا .. انا لما خطبتك كان لسه طفل ..
سارة: هوه برضه بيحبك يا عمر، وعاملك مثله الاعلى، انت تستاهل تكون كده، ربنا يخليك ليّا ولولادك .. بعد اذنك بقة حاشوف السماعة فين وادخل على النت شوية يا عمر عشان اكلم اسراء .. احسن احمد قلقني عليها اوي ..
وبعد قليل من اتصال الاختان، وبعد الكلام المعتاد فوجئت سارة بصوت اسراء يتهدج وتبدا في البكاء ..
اسراء: أنا تعبانة يا سارة أوي ..
سارة: مالك يا حبيبتي؟ احمد لمّحلي عن حاجة كده، بس انتي عمرك ما اشتكيتي ليّا، فيكي ايه؟
اسراء: حاسة اني غلطت و استعجلت في الجوازه دي، من ساعة ما جيت وانا باتعذب وباكتم في قلبي عشان ماما ما يزديدش قلقها عليّا، لكن خلاص ما عدتش قادرة استحمل، انا عايزه ارجع مصر النهارده قبل بكره .. باختصار شديد، عايزة اتطلق ..


------ تنويه ------
فيما يتعلـّق بالحديث المذكور (لازال الخير في امتي الى يوم يبعثون) فعلـّك الكاتب يقصد (الخير فيَّ وفي أمتي إلى يوم القيامة)، وهذا الحديث ضعيف لا يصح .. ويغني عنه الحديث الصحيح ""لا تزال طائفة من أمتي ظاهرين على الحق، لا يضرهم من خذلهم، حتى يأتي أمر الله وهم كذلك" رواه مسلم.
"مشرف الصفحة"

0 التعليقات:

إرسال تعليق

Facebook Twitter Favorites More