جرينا كلنا استجابة ليحيى ودخلنا غرفة النوم وحملت سارة مريم التي كانت قد ارجعت بعض اللبن، والظاهر انها كانت على وشك الاختناق به، فقد كانت تكح و شرقانه .. قامت سارة وامها بالتربيت على ظهر البنت والنفخ في راسها وغسلن وجهها حتى ارتاحت وعادت الى حالتها الطبيعية والحمد لله .. ووجدت نفسي
احمل يحيى و اقبله و اقول: يا حبيبي يا يحيى، انت شاطر اوي .. انت انقذت اختك ..
يحيى: ماما قالت يحيى ثاطر ياخد باله من اخته عثان كده أعدت ماخد بالي عليها جامد .. وانتو كلكو بله في الصالة طلع من بق النونة لبن وأعدت تكح تكح، بس كحتها زوغيله زيها عشان كده ما حدس سمعها غيلي انا بث ..
يحيى: لا انا مث بطل انا باثمهندث زيك انت وبابا يا خلّولي ..
احمد: ايه بقه خلّولي دي هاهاهاها؟
يحيى: بادلعك يا خالو .. مث انت تقولي يويو ثاعات كده.؟
قالت سارة:
كاد قلبي ينخلع عندما وجدت مريم على هذه الحال، لكن الحمد لله تنفسها انتظم واصبحت افضل .. واخذ عمر يحيى حبيبي ليشترى له بعض الحلوى لكي يكافئه .. وايضاً ليزيل شعوره بالذنب ناحيته .. و الله ياما قلت ادفع بالتي هي احسن حتى مع الاطفال مش بس مع الكبار ..
وبعد قليل لاحظت ماما ان وجه مريم ليس على ما يرام وانه مائل للزرقه قليلا فقالت: ايه رايك يا سارة اخدها انا واحمد وانزل للدكتور سعيد جنبنا هنا ويطمنا عليها؟ دي من ساعة ما خرجت من الحضّانة ما حدش شافها ولازم يتعمل متابعة برضة زي ما كنتي بتعملي مع يحيى ..
سارة: طيب نستنى عمر والبس وأجي معاكم ..
احمد: لا انتي لسة تعبانة وما فكتيش سلك العملية، تنزلي فين؟ كلمي بس عمر قولي له ان البنت خارجة مع خالها عشان ما يصحش برضه تخرج من غير اذن ابوها ..
سارة ضاحكة: بس سوق على مهلك يا خلّولي عشان خاطري ..
احمد: عيب عليكي ده انا عمري حتى ما حكيت العربية ..
وكلمت سارة زوجها فعلا ونصحها ان ترسل معهم ملف مريم الذي كان معها في المستشفى ..
قالت سارة:
تاخرت ماما واحمد حوالي ساعة عند الطبيب وعند عودتهما لاحظت انهما لم يكونا على ما يرام رغم ان احمد استمر يضحك معي و يلاعب يحيى، كما طمأنتنى ماما ان الطبيب وجدها بخير والحمد لله واعطاها دواء للمغص عند اللزوم فقط .. ثم فوجئت بماما تطلب بابا و تطلب منه ان يحضر حقيبة ملابس صغيرة لها حينما يقدم لزيارتي لانها تريد ان تمكث معي ..
سارة: ليه يا ماما انامش عايزة اعطلك، وانا عارفه ان احمد عنده امتحانات و محتاجلك ..
الام: لا ماهو قاللي انه حايذاكر مع صحابة و حيسهر، يعني انا زى قلـّتي في البيت .. لكن انت لسة حركتك بطيئة ومحتاجالي ..
قالت سارة:
كان ميعاد فك السلك في اليوم التالي و حضرت الطبيبة بنفسها لفكه في المنزل .. وقضيت ساعات الصباح و انا مرعوبة وخايفة موت من فك السلك .. انا اصلا خايفه عشان في سلك .. حاسة اني فرخة كدة وحاشينها ومخيطينها، ايه ده؟
اول مره في حياتي اعمل عملية ويكون فيها خياطة .. و كل ما ابص على شكل السلك ده ادوخ لوحدى، رغم انه عليه بلاستر من بره و مش باين .. يا رب فك السلك يكون سهل يا رب ..
قال عمر:
غبت عن شغلي النهاردة عشان فك السلك اللي سارة عاملاله قضية، كلنا قلنالها انه مش مؤلم لكن هيه خايفة موت وحاسة انها والعياذ بالله ممكن تفقد حياتها اثناء العملية الانتحارية بتاعت فك السلك ده ..
وجاءت اللحظة الحاسمة وحضرت الطبيبة وسالتها سارة عن امكانية تخديرها فضحكت بشدة .. واغمضت سارة عيناها بشدة وكزت على اسنانها وامسكت بيدي من جهة و يد امها من جهة اخرى .. وقامت الطبيبة بتعقيم مكان الجرح وسارة لا تزال على وضعها ثم ..
"خلاص يا سارة .."
سارة (وهي لا تزال تكز على اسنانها تغمض عيناها): خلاص طهرتي الجرح؟
الطبيبة: لا يا حبيبتي، خلاص فكيت السلك ..
سارة و قد فتحت عيناها مشدوهة: والنبي صحيح؟!! ده حضرتك ايدك خفيفة اوي ..
_____________________
تنويه من مشرف الصفحة: لم أشأ أن أغيـّر نصّ القصـّة كما كتبتها كاتبتها، ولكن وجب التنويه إلى أنـّه لا ينبغي ولايجوز بتاتاً الحلف بغير الله تعالى أو كلماته .. لا بالنبي صلى الله عليه وسلـّم ولا بالأمانة أو غيرها .. فكان الواجب أن يكون النصّ مثلاً "بالله عليكِ صحيح؟" .. وقد حذّر رسول الله صلى الله عليه وسلـّم من الحلف بغير الله تعالى فقال: "من حلف بغير الله فقد كفر أو أشرك" .. نسأل الله السلامة .. وللعلم فإنّ مثل هذا الحلف قد تكرر في موضع آخر ولكن بصيغة أخرى، فيرجى التنبـّه
¯¯¯¯¯¯¯¯¯¯¯¯¯¯¯¯¯¯¯¯¯
قالت سارة:
ضحكت الطبيبة واتكسفت من نفسي كسفة بعد ان لميت العيله كلها وطلع الموضوع سهل والحمد لله ..
في الايام التالية ورغم تحسن صحتي وقدرتي على الحركة ظلت امي معنا، وتحملت مناغشات حماتي، مع ان لكلّ منها غرفة الان، حيث نزلت ماما على غرفة يحيى وحماتي في مقرها المفضل كما هي ..
ولاحظت انه كلما بكت مريم جاءت ماما مسرعة وحملتها و هدهدتها، رغم انها كانت ايام يحيى تامرني بعدم حمله كثيرا عشان ما ياخدش على الشيل .. ايضا هي حريصة جدا على مواعيد رضاعتها وعلى طعامي انا شخصيا .. وطول النهار تعمل لي مغات وحلبه عشان اللبن يزيد .. لا فيه حاجة غير طبيعية، صحيح البنت الحمد لله كويسه، لكن انا مش مطمئنة ..
حضر احمد مساءاً بعد ان انهى امتحانه واحضر هدية لمريم ولي .. كانت عبارة عن جهاز اتصال يوضع في حجرة مريم ومعه سماعة لاسلكية تكون معي في المنزل بحيث كلما بكت اسمعها واذهب اليها .. كانت هدية رائعة بحق ..
سارة: شكرا يا احمد يا حبيبي ربنا يخليك لي .. بس دي غالية وانا كده كلفتك كتير ..
احمد: يا ستي اصل انا ابويا راجل مرتاح يعني الحمد لله هاها ..
سارة: انا في حاجة عايزة اسالك عنها وانت عمرك ما كذبت عليّ يا احمد ..
احمد وقد بدا يضطرب: عينينا دا انت تؤمر يا جميل .. هي ماما فين بالحق؟
سارة وهي تحاول ان تجعله يعترف: ماما نايمة شوية، وما تحاولش تهرب من كلامي و بص في عينيّ .. انا حاسة ان فى حاجة مش طبيعية وماما كده لمحت لي ان الدكتور قالكم حاجة بس انا مش فاهمه منها .. ممكن تفهمني؟
احمد: افهـّمك ايه بس؟ البنت مالها ماشاء الله زي الفل .. بس ماما مهتمة بيها عشان كانت مولودة صغيرة شوية .. بس ادي الحكاي .. كمان الدكتور قال ما حدش ينرفز مريم عشان صغيرة وبنت سبعة ونص وممكن تكون عصبية ..
سارة: انت مش اخويا يا احمد انت ابني و انا مربياك مع ماما .. ومهما حاولت مش حاتداري عليّ .. واسهل حاجة اني اخدها اوديها تاني للدكتور او حتى لدكتور تاني عشان اطمئن .. لكن انا عايزاك انت تقولي الحقيقة .. كمان انت عارف اني ست مؤمنة و حاتقبل قضاء الله مهما كان .. عشان نعم ربنا عليّ كتيرة وما أقدرش اصلا اعدها .. فلو حتى ابتلاني بمرض او حاجة في جسمي او في جسم اولادي حارضى وحاصبر ..
عند هذه النقطه بدات دموع سارة في النزول رغما عنها .. وهنا قال احمد وقد ظهر عليه التاثر الشديد: ما تعيطيش يا سارة ارجوكي .. انا حاقولك على كل حاجة ..
ا[الجزء الرابع]ا - الحلقة التاسعة
قال عمر:احمد: ربنا يخليك يا يحيى انت بطل ..
0 التعليقات:
إرسال تعليق